وفي الشر خير كثير
د. سارة بنت عبدالمحسن
زوار : 1252  -   7/2/2007
 
 

ينظر كثير منا إلى المجازر الدامية التي يمارسها الصهاينة في أرض فلسطين بكثير من الأسى ، والألم ، والشعور بالقهر ، بل واليأس من كل شيء . ولهم الحق في ذلك ، ولكن عندما نتأمل المسألة من جوانبها جميعاً يتبين لنا أن فيما حدث ويحدث خيراً كثيراً ، لا للفلسطينيين وحدهم ولكن للأمة الإسلامية بأجمعها إن لم يكن للعالم بأسره . ولنتأمل معاً بعض جوانب هذا الخير الذي يبشر ببزوغ فجر جديد على مسار الواقع والرؤية العالمية للأحداث .

أكذوبة الديمقراطية :
 لقد جرفت الجرافات الصهيونية معها أكذوبة أن إسرائيل هي موطن الديمقراطية في الشرق الأوسط ، وأنها نقطة حفظ التوازن فيه . وقبل أن تخترق قنابلها ورصاصاتها وقذائفها صدور الشهداء ، اخترقت جدار الوهم الذي غلف به الصهاينة عقول العالم لسنوات طوال ، فاستيقظ ليرى بشاعة ما يحدث ، وليعترف أخيراً بأن هنالك شعباً ـ شديد العنصرية ـ بلا أرض يريد بالقوة والسلاح أرضاً بلا شعب يقيم عليها ، حلم مملكة سليمان الكبرى .

تنامي العداء العالمي لأمريكا :
 إن المواقف السياسية الأمريكية الداعمة للعنصرية الدموية اليهودية ، وتضخم الأنا المتغطرسة الأمريكية والتي باتت تتعامل مع العالم بأجمعه من منطلق القوة الفوقية ، أدى إلى انفراط عقد التضامن العالمي مع التوجهات الأمريكية والإستسلام المزري لهيمنتها ، بل وزاد في تزكية روح العداء للسياسات الأمريكية المصابة بجنون العظمة  تجاه العالم بأجمعه ، لأنها سياسات مصلحة ذاتية لا مصداقية لها ، ولا أسس أو قواعد ثابتة تحكمها . فهي تتبدل وتتلون تبديل مصالحها وتلون احتياجاتها . 

صحوة الأمة الإسلامية ..
 وتبقى النتيجة الأهم في ذلك كله تتجلى في عودة الوجود العربي والإسلامي إلى وعيه  بعد سبات طويل وشعوره بأن منطق التعامل مع الآخرين ينبغي أن يتغير وأن يستمد ملامحه من مبادئ القيم الإسلامية ، ومنطلقات عقيدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ولاء وبراء ، وعزة ، لا من الشرق ، ولا من الغرب . وإن حجراً رمي باسم الله أقوى تأثيراً ، وأشد تدميراً من رؤوس نووية لا جذور لها .
 


آخر الكلام ..

 قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) .

 

 

 

الإسم  
الدولة  
البريد الإلكتروني   
تقييم الموضوع  
التعليق  
رمز التفعيل


 
 
 

د. سارة بنت عبدالمحسن